سماح شكري - اختصاصية علاج طبيعي[/b]
الغد : عمّان - يعرف مرض التصلب اللويحي (Multiple sclerosis) على أنه مرض التهابي يصيب الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System)، المؤلف من المخ والمخيخ وجذع الدماغ والنخاع الشوكي، حيث يحدث تخريب في المادة العازلة والمغلفة للعصب وهي مادة الميلين (Myelin Sheath) مما يؤدي إلى حدوث خلل في نقل المعلومات وسرعتها من الدماغ إلى أجزاء الجسم الأخرى.ويأخذ مرض التصلب اللويحي شكل هجمات
أو نوبات تختلف في أنواعها، منها ما يتعرض من خلالها المريض لهجمة واحدة لا تتكرر وتنتهي بتحسن المريض من دون أي عجز متبقٍّ على أثر الهجمة، أما النوع الآخر فيعاني المريض فيه من توالي الهجمات التي يعقبها تحسن لتعود حالة المريض الصحية لتتدهور، وهذا التحسن قد يستمر شهورا أو حتى أعواما.
وآخرون يتعرضون للنوع المتطور الذي يكون سريعا في تأثيره على المريض، ومن الصعب تحديد مدى العجز الذي قد يتوقف عنده.
ما هي الفئات المعرضة أكثر من غيرها للإصابة بالتصلب اللويحي؟
غالبية مرضى التصلب اللويحي هم من الفئات العمرية الواقعة بين (15-50) عاما وبخاصة فئة الشباب ممن هم بعمر الثلاثين، ومن النادر انتشاره بين الأطفال أو فيمن تزيد أعمارهم على الخمسين.
وهناك دراسات تقول إن نسبة انتشاره بين الإناث أكثر من الذكور بنسبة تقدر بـ2:1.
أسباب التصلب اللويحي
إن السبب الحقيقي وراء حدوث المرض غير معروف حتى الآن، ولكن هناك بعض الأسباب أو العوامل التي تلعب دورا في حدوثه مثل؛ الالتهابات الفيروسية أو بعض العوامل البيئية ومنها ما له علاقة بحدوث بعض الاضطرابات في الجهاز المناعي.
أما عن تشخيص التصلب اللويحي، فهو معقد ويتم من خلال مجموعة من الفحوصات المخبرية، إضافة إلى التصوير الشعاعي بواسطة الرنين المغناطيسي الذي يكشف عن وجود بقع بيضاء تدل على التهاب الميلين ويكون ذلك دليلا على وجود المرض، فضلا عن الاطلاع على السيرة المرضية ومعرفة جميع الأعراض.
أعراض التصلب اللويحي:
- أعراض حسية (sensory symptoms) مثل؛ النمنمة والخدران وثقل اللسان، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية وعدم التحكم بالتبول والتبرز، فضلا عن بعض التغيرات في التركيز والتفكير والشعور بالنسيان وحدوث تغيرات في المزاج والكآبة ومشاكل جنسية.
- أعراض حركية (Motor symptoms) وتتمثل في: ضعف العضلات وقلة التنسيق بين الحركات، فضلا عن ضعف الأطراف السفلية والعلوية، بالإضافة إلى إرهاق غير معتاد وتشنج عضلي وتيبس، وفي بعض الأحيان الشلل النصفي أو الكامل.
وجدير بالذكر أنه لا بد من وجود الأعراض الحركية والحسية معا ليتم تأكيد تشخيص التصلب اللويحي، ولكن ما ذكر من أعراض لا يشترط تواجدها كاملة في مريض ما؛ حيث إن تلك الأعراض تختلف من شخص لآخر ومن وقت لآخر في نفس الشخص، كما أن النوبات تتفاوت في شدتها ومدتها من نوبة لأخرى.
علاج التصلب اللويحي:
يقوم اختصاصي العلاج الطبيعي بعمل التقييم المناسب للمريض، ويبدأ بأخذ السيرة المرضية الكاملة للمريض ثم تحديد الأعراض التي يعاني منها وذلك بفحص متكامل للعضلات والأعصاب والتوازن، مع الأخذ بعين الاعتبار الفترة المناسبة لتقييم مريض التصلب اللويحي وهل هو في فترة الهجمة أو النوبة أم لا.
ثم يكون العلاج بحسب التقييم والأعراض التي يعاني منها المريض، ويكون ذلك باختيار التمارين المناسبة لعلاج الضعف العضلي على سبيل المثال، أو تأهيل المريض على التوازن وتطبيق خطة يضعها اختصاصي العلاج الطبيعي.
ومن الوسائل العلاجية الأخرى لمرضى التصلب اللويحي المعالجة المناعية باستخدام الكورتيزون والمعالجة بالانترفيرون.
وينصح اختصاصي العلاج الطبيعي مرضى التصلب اللويحي بالنصائح والإرشادات التالية:
- عدم التعرض للشمس.
- الابتعاد عن الحرارة ومصادرها.
- تجنب الإجهاد.
- ضرورة ممارسة الأنشطة الرياضية على أن تكون بسيطة وغير مرهقة لتنشيط العضلات والدورة الدموية.
وتجدر الإشارة إلى أن كل ما ذكر عن تدخل العلاج الطبيعي في مرضى التصلب اللويحي هو معلومات توعوية؛ حيث لا بد من المتابعة مع اختصاصي العلاج الطبيعي في حال وجود المرض لوجود محاذير وقواعد من الضروري الرجوع للطبيب المتخصص والمعالج الطبيعي من متابعتها.