مذبحة الخنازير

يوم ذبح الخنازير في مصر ... انفلونزا الخنازير.... الطاعون
فضيلة الشيخ / سعيد عبد العظيم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن
والاه.
أما بعد:
فقد وجه فيروس أنفلونزا الخنازير ضربة قوية لأسواق المال بسبب المخاوف
من تفشيه وتحوله إلى وباء عالمي وسجلت شركات الطيران والسياحة خسائر، وانخفضت أسعار
النفط العالمية أكثر من ٤٪ وأعلنت أمريكا رسميًا أول وفاة بأنفلونزا الخنازير وبلغ
عدد المصابين بالفيروس ٦٥ في ٦ ولايات (الأربعاء 29 أبريل) وارتفع عدد الوفيات بالمرض
في المكسيك إلى ١٥٩ وأعلنت ١٩ دولة أن الفيروس دخلها بينهما ٧ دول كشفت عن إصابات مؤكدة،
وفي مصر بدأت جميع مجازر مصر تنفيذ القرار بذبح الخنازير تحسبًا لانتشار الوباء في
البلاد، وصرح وزير الصحة أن الدولة ستغلق المطارات والموانئ وجميع منافذ الدخول إذا
أعلن رسميًا عن وصول المرض إلى المرحلة السادسة باعتباره وباء عالميًا وفضلت الحكومة
المصرية اتخاذ إجراءات احتياطية واحترازية لمنع وصول الفيروس إلى مصر، وهذا الخبر يستدعي
عدة وقفات:
أولاً: روى
بريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – (من لعب النردشير
-الزهر أو الطاولة- فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه) (رواه مسلم وأحمد وأبو
داود)، فإذا كان مجرد صبغ اليد في لحم الخنزير ودمه قد زاد التنفير منه، فكيف بأكله،
قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ
الْخِنْزِير} (المائدة:3) خص الله تعالى ذكر اللحم من الخنزير ليدل على تحريم
بيعه ذُكى وذبح أو لم يذبح وليعم الشحم وما هناك من الغضاريف وغيرها، وأجمعت الأمة
على تحريم شحم الخنزير (أي دهنه) ولا خلاف أن جملة الخنزير محرمة إلا الشعر فإنه يجوز
الخرازة به، ولأن الخرازة كانت موجودة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- ولم ينكرها ولا أحد من الأئمة بعده، ولا
خلاف في تحريم خنزير البر، وفي خنزير البحر خلاف، ورفض الإمام مالك أن يجيب فيه بشيء،
وحكى البعض أن الخنزير مشتق من خزر العين، والخزر ضيق العين وصغرها، وأحيانًا يسمونه
حلوفًا. ثانيًا: قال تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ
وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} (البقرة:173) الإضطرار لا يخلو أن يكون بإكراه
من ظالم أو بجوع في مخمصة، وقيل: معناه أكره وغلب على أكل هذه المحرمات، قال مجاهد:
يعني أكره عليه كالرجل يأخذه العدو فيكرهونه على لحم الخنزير وغيره من معصية الله تعالى
إلا أن الإكراه تبيح ذلك إلى آخر الإكراه، وأما المخمصة فلا يخلو أن تكون دائمة أو
لا فإن كانت دائمة فلا خلاف في جواز الشبع من الميتة، إلا أنه لا يحل له أكلها وهو
يجد مال مسلم لا يخاف فيه قطع اليد كالتمر المعلق وحريسة الجبل (ليس فيما يحرس بالجبل
قطع لأنه ليس بحرز) ونحو ذلك مما لا قطع فيه ولا أذى، فتناول القذر الذي يستدفع الإنسان
به الهلكة عن نفسه من ميتة وخنزير لا حرج فيه، والضرورات تبيح المحظورات وتقدر بقدرها،
كما أن الاستكراه يلقي الاختيار ويرتفع به الإثم والذنب، وفي الحديث (رُفع لي عن أُمَّتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)
ثالثًا: يكثر
السؤال عن المعاجين والمراهم والحلويات وبعض أنواع الچيلاتي المصنعة من شحم الخنزير،
ونشير هنا إلى بعض المسائل الهامة ومنها أن التثبت والحيطة لابد منها فقد تفترق الأشياء
المحلية عن المستوردة، ومنها أن النجاسة لها أوصاف ظاهرة لون وطعم ورائحة، وعلى ذلك
يتم التعويل والحكم بالتحليل والتحريم ولا يلتفت للورع الكاذب ولا للتحاليل المعملية
والفحوصات المجهرية، فقد يكتشف بهذه الوسائل أثرًا للخمر في الطعام أو فاكهة أو شراب
فلا يحرم، وقد تستحيل الخمر بنفسها أو بصنع الله فيها إلى خل فيجوز تعاطيه، وقد تشتمل
الأدوية على نسبة من الخمر لا تغير لونًا ولا طعمًا ولا رائحة فلا تحكم بحرمة تعاطي
الدواء، وللعلماء تعبيرات في ذلك مثل تكثير النجاسة يطهرها، ويُعفى عن يسير النجاسات
التي يشق التحرز منها، قال تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ
أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ} (النحل: 116)، وقد يمتنع الإنسان عن طعام أو شراب لشبهة دون تحريم لذلك، فالورع من الدين، ففي حديث النعمان بن بشير
(الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات، فمن
اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) وتحريم الحلال لا يقل عن تحليل الحرام،
وفي الحديث (فأتتهم الشياطين فحرمت عليهم ما أحللت لهم
وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أُنزل به سلطانًا)، وتحريم الحلال قرين الشرك فالواجب
الحذر، وقد يذكر البعض أن الأنسولين يصنع من الخنزير فطالما لا بديل له ويعطى في حالات الاضطرار فلا حرج.
رابعًا: يعيش
الخنزير على القاذورات والنجاسات ووسط المزابل، ولذلك فالطباع السليمة تستنجسه وتعاف
شكله وترغب عنه وعن رائحته، وأكله ضار في جميع الأقاليم لا سييما الحارة، كما أن لحمه
يحتوي على الدودة الشريطية القاتلة وغيرها من الديدان والمداومة على أكل لحمه تورث
ضعف الغيرة على الحرمات، وفي الحديث: (لاضرر ولا ضرار)
والضرر يزال ولا يجوز للإنسان أن يأذن في استلحاق المضرة ببدنه، فالمشرع لم يعطه الحق
في ذلك، ومن صفات النبي - صلى الله عليه وسلم -
المذكورة في الكتب السابقة {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (الأعراف:157)، فالحمد لله الذي بنعمته
تتم الصالحات، والحمد لله على هذه الشريعة الغرَّاء المتينة، والتي تزداد مع توالي
الأحداث وتطور العلوم وتطاول الزمان رسوخًا.
خامسًا: أنفلونزا
الطيور والخنازير من الأمراض الوبائية كالكوليرا، وقد يُطلق عليها وصف الطاعون، وغلق
المطارات والموانئ إذا وصل الوباء إلى مرحلة (٦) أي اعتباره وباءً عالميًا هو إجراء
احترازي صحيح، فالحجر الصحي في مثل هذه الحالات من المعاني الشرعية، وفي الحديث: (إذا وقع الطاعون وأنتم بأرض فلا تدخلوها فإذا كنتم فيها فلا
تخرجوا منها)، ولذلك لما قدم عمر -رضى الله عنه- على الشام وسمع بنزول الطاعون
فيها فلم يدخلها واعترضه أبو عبيدة -رضى الله عنه - يقول له: «أفرار يا عمر من قدر
الله، قال له عمر: نعم، نَفِر من قدر الله إلى قدر الله»، وأصاب عمر ووافق السُنَّة
في ذلك -رضى الله عنه- فعدم الأخذ بالأسباب قدح في التشريع والاعتقاد في الأسباب قدح
في التوحيد، وقد أذن لنا الشرع في الخروج من الواقع السيء، ونحن نستدفع قضاءً بقضاء،
وقدرًا بقدر كما نستدفع قدر الجوع بقدر الأكل، وقدر البلاء بقدر الدعاء، فكلاهما من
قدر الله فكذلك نفعل مع الطاعون.
سادسًا: تصرف
مصر تجاه انفلونزا الخنازير لا يضر النصارى، وحزنهم على الخنازير لا يجوز أن يتقدم
على مصلحة البلاد والعباد، فضلاً عن أن يلوح البعض منهم باستعداء أوباما وأمريكا فهذه
جلافة وانحطاط يتنافى مع كل المعايير وتأتي في وقت تتلاحق فيه الأخبار بسرعة شديد،
فقد سمعت أثناء كتابة هذه السطور أن مصر قد دخلت في المرحلة الخامسة من انتشار الوباء،
وأن بلدانًا كثيرة قد داهمها الوباء كأمريكا وسويسرا وإسرائيل (فلسطين)... فالوباء
لا يفرق بين بلد وآخر، والبلدان المختلفة تحتاط لشعوبها وتأخذ بأسباب الوقاية المستطاعة
لها، والخنازير هي الوعاء الناقل لانفلونزا الخنازير القاتل، وشبهتها كبيرة أيضًا في
نقل انفلونزا الطيور، وإذا كانت منظمة الفاو تعترض على قتل الخنازير، وترى أن الوباء
ينتقل من الإنسان إلى الإنسان لا من الحيوان إلى الإنسان، فهذه نظرتها ولا يعتب على
مصر إذا تصرفت على النحو المذكور لمصلحة شعبها الصحية، وقد وردت الأخبار المتواترة
بنزول المسيح -عليه السلام- في آخر الزمان حكمًا عدلاً مقسطًا يحكم بشريعة الإسلام
ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية.
سابعًا: نزل
طاعون عمواس باالشام، وحصد قرابة عشرين ألف نفسًا، وقد أخبر الصادق المصدوق -صلوات
الله وسلامه عليه- على طاعون عمواس ضمن علامات الساعة، فقال: (ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم)، قال ابن حجر: يقال
إن هذه الآية يظهر في طاعون عمواس في خلافة عمر، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس..

ومن المعلوم أن الطاعون شهادة لهذه الأمة، أي أن المسلم إذا مات في الطاعون
كان له ثواب الشهيد في الآخرة، ويجري عليه أحكام الموتى في الدنيا فيغسل ويكفن ويُصلى
عليه، وهذا شأن من مات في الحرق والغرق والهدم، والمرأة حال وضعها ونفاسها... أما من
مات في قتال الكفار فلا يُغسل ويدرج في ملابسه، وقد نترك الصلاة عليه، والله أعلم بمن
مات في سبيله.
ثامنًا: مات معاذ بن جبل -رضى الله عنه- في طاعون عمواس، فعن طارق بن عبد
الرحمن قال: وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس: ما هذا إلا الطوفان إلا أنه
ليس بماء فبلغ معاذ بن جبل فقام خطيبا فقال: إنه قد بلغني ما تقولون، وإنما هذه رحمة
ربكم ودعوة نبيكم وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك، أن يغدو الرجل
منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق وخافوا إمارة الصبيان.
وعن شهر بن حوشب، عن رابه - رجل
من قومه، كان شهد طاعون عمواس - قال: لما اشتعل الوجع قام أبو عبيدة بن الجراح في الناس
خطيبا فقال: أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم وإن
أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه.
قال: وطعن فمات رحمة الله عليه
واستخلف على الناس معاذ بن جبل فقام خطيبا بعده فقال: أيها الناس إن هذا الوجع رحمة
ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم، وإن معاذا يسأل الله أن أن يقسم لآل معاذ منه
حظه.
قال: فطعن ابنه عبد الرحمن. قال ثم قام فدعا ربه لنفسه فطعن في راحته فلقد
رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه ثم يقول: ما أحب أن لي بما فيك شيئا من الدنيا. فلما
مات استخلف على الناس عمرو ابن العاص.
وعن عبد الله بن رافع قال: لما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف على
الناس معاذ بن جبل. واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ: ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز.
فقال: إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يختص الله بها من
يشاء من عباده منكم، أيها الناس، أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا
يدركه شيء منها قالوا: وما هن? قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين
ويمسي على آخر، ويقول الرجل: والله لا أدري على ما أنا? لا يعيش على بصيرة ولا يموت
على بصيرة، ويعطي الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله،
اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة.
فطعن ابناه فقال: كيف تجدانكما? قالا:يا أبانا، الحق من ربك فلا تكونن
من الممترين، قال: وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين.
ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول: اللهم
إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى هلك.
وعن الحارث بن عمير قال: طعن معاذ وأبو عبيدة وشرحبيل ابن حسنة، وأبو مالك
الأشعري في يوم واحد. فقال معاذ: إنه رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين من قبلكم،
اللهم آت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة. فما أمسى حتى طعن ابنه عبد الرحمن بكره
الذي كان يكنى به وأحب الخلق إليه. فرجع من المسجد فوجده مكروبا فقال يا عبد الرحمن
كيف أنت? فقال: يا أبة الحق من ربك فلا تكن
من الممترين فقال معاذ: وأنا إن شاء الله ستجدني
من الصابرين. فأمسكه ليلته ثم دفنه من الغد.
فطعن معاذ فقال حين اشتد به نزع الموت - فنزع نزعا لم ينزعه أحد وكان كلما
أفاق من غمرة فتح عينيه ثم قال - رب اخنقني خنقك، فوعزتك إنك لتعلم أن قلبي يحبك.
وعن عمر بن قيس عمن حدثه عن معاذ قال: لما حضره الموت قال: انظروا أصبحنا؟
قال: فأتي فقيل: لم نصبح حتى أتى في بعض ذلك فقيل له: قد أصبحت. فقال: أعوذ بالله من
ليلة صباحها النار، مرحبا بالموت مرحبا، زائر مغب، حبيب جاء على فاقة، اللهم إني قد
كنت أخافك وأن اليوم أرجوك، إنك لتعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري
النهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب
عند حلق الذكر.
اتفق أهل التاريخ أن معاذا رضي الله عنه مات في طاعون عمواس يناحية الأردن
من الشام سنة ثماني عشرة، واختلفوا في عمره على قولين أحدهما ثمان وثلاثون سنة، والثاني
ثلاث وثلاثون.
وعن سعيد بن المسيب قال: رفع عيسى بن مريم وهو ابن ثلاث وثلاثين، ومات
معاذ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

بارك الله فيك اخي الكريم
وللعلم الكوكا كولا يدخل فيها نسبه من عظام الخنزير

هذه المعلومة جديدة أنا مقاطعها أصلا
بارك الله فيك

» وقايه من مرض انفلونزا الخنازير
» أنفلونزا الخنازير طاعون 2009
» طبيب فلسطيني يكتشف دواء لإنفلونزا الخنازير
» بيان هام بخصوص أنفلونزا الخنازير\بقلم الدكتور عبد الحميد القضاة
» صورة لإتحاد مجرمي الحرب على غزة من المنافقين الخونة العرب و الصهاينة أبناء الكلاب و الخنازير في صورة جماعية