رغم كل ما حدث فى قطاع غزة خلال اليومين الماضيين من إرهاب وإجرام وقتل وتدمير لا تزال الفئة التى حملت على عاتقها مسؤولية محاربة المقاومة والمقاومين وتشويه صورتهم وتأليب الناس عليهم وقلب الحقائق وتزييف الوقائع خدمة لأسيادهم واولياء نعمتهم هناك فى تل أبيب .
قرأت بعض المقالات فى بعض الصحف والمواقع الالكترونية فوجدت هذا الطابور الخامس قد انتفض واعلن حالة الاستنفار من اجل بث السموم , ونشر أفكاره العفنة القذرة التى عفا عليها الزمن , خرج هؤلاء ليقولوا للناس ان حركة حماس هى السبب فيما يجرى الان فى قطاع غزة وانها هى التى منعت تجديد التهدئة وكل ذلك لأنها تريد البقاء فى السلطة ولأنها تسير وفق رغبات دمشق وطهران , خرج ليجد المبررات لهذا الإجرام الصهيونى وليهزأ بالمقاومة والمقاومين بل وبالشهداء وليصف أنشطة المقاومة بأنها سفاهات .
كأن اسرائيل تريد سببا لإجرامها فهل كان سبب ارتكبه الفلسطينيون عندما جاء الصهاينة الى ارضهم واغتصوها بالقوة وقتلوا ما قتلوا فى مجازر لا ينكرها شخص واحد فى الكون , كأن إسرائيل التى ارتكبت مجازر صبرا وشاتيلا مجزرة الحرم الإبراهيمى ومجزرة قانا الأولى والثانية كذلك تريد مبررا للقتل والتدمير .
لقد توقعنا انه فى هذه اللحظة التى قتل فيها أكثر من ثلاثمائة فلسطينى فى يوم واحد أن هؤلاء سيكون عندهم شئ من حياء ومروءة يمنعهم من الإجهاز على الضحية , ولكن هؤلاء لا يمكن ان تجد عندهم خلق قويم .
هؤلاء الذين يدعون التقدم والمدنية والعلم يسيرون فى عكس الاتجاه فرغم ان كل المؤشرات والدلائل تقول أن الصهاينة لا يجدى معهم سوى القوة وانهم لا يعرفون طريقا غير طريق الحرب ونهم مخادعون منافقون كذابون وهذه طبيعتهم التى نعرفها فى تاريخهم منذ نبى الله موسى عليه السلام رغفم كل هذا لا زالوا يتحدثون عن التهدئة والسلام والتسوية والمعايشة .
إن المقاومة هى حق مشروع لكل الشعوب المحتلة بكافة الوسائل والأساليب التى تراها تلك الشعوب مناسبة , وشعب فلسطين كذلك له الحق الأصيل فى ان يقوم بأى عمل مقاوم يخدم مصلحته ويحقق اهدافه التى تتلخص فى إنهاء الاحتلال وعودته الى ارضه .
إن الشعب الفلسطينى وقواه المقاومة هى التى تحدد تكتيكاتها حسب ظروفها وأوضاعها وحسب استعداداتها وتسلحها وحسب احتياجات شعبها , فتارة تصعد وتارة تهدأ وتارة تقبل هدنة وتارة تفجر الأوضاع وتقلب الأمور , فالأصل هو المقاومة بدون مبررات والتهدئة أو الهدنة القصيرة هى الإستثناء فى ذلك , لذا ليس من المعقول ان يطالب احد حركات المقاومةوالشعب الفلسطينى بجعل التهدئة هى الأصل والمقاومة هى الاستثناء الغير مقبول والمرفوض والذى يجب أن تكون له مبررات .
لقد شن هؤلاء المرتزقة والمارينز الجدد حملة كبيرة شنيعة على حركة المقاومة الاسلامية حماس باعتبارها المسيطرة على قطاع غزة والمتحكمة فيه وأثاروا اتهامات قديمة جديدة بأنها تفعل كل هذا من اجل السلطة , هذه الحملة التى تهدف الى النيل من الحركة ذاتها ومن قياداتها ورصيدها الشعبى وتهدف كذلك الى ايهام الناس ان الصراع ليس بين المسلمين والصهاينة ولا حتى بين الفلسطينيين والصهاينة بل يريدون ان يقولوا إن هذه الحرب هى بين حماس الراغبة فى السلطة _ التى يعتبرونها اداة ايرانية سورية _ والكيان الصهيونى , لذا فليس لنا فى الامر ناقة ولا جمل .
لكن كل ما يفعلونه الان لن يجنوا ثماره إن شاء الله لأن هذه المحرقة الكبرى التى ارتكبها الصهاينة ستكون نتائجها بإذن الله تعالى على غير ما يشتهون وسيصابون بصدمة عنيفة حينما يرون حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية تضرب عمق الكيان الصهيونى بالعمليات الإستشهادية ولو قدر الله وأقدمت اسرائيل على اجتياح القطاع بريا فسوف يرون الجنود الصهاينة جثثا على الارض وقد يكون هناك شاليط جديد لفك أسر ألاف الأسرى الفلسطينين فى سجون الكيان الغاصب .
سوف يصابون بصدمة قوية حينما يرون ان جهدهم قد ذهب ادراج الرياح والتف الشعب الفلسطينى كله حول راية المقاومة وحول حركة المقاومة الاسلامية حماس وحكومتها التى عملت على حماية المقاومة وكذلك ازداد صلابة واصرارا وتمسكا بمنهاج المقاومة والجهاد ولفظ مشروع الخيانة المسمى زورا مشروع الاعتدال والتسوية