لا تبالي بألف خطبٍ عراها****نفسُ حُرٍّ مفجوعةٍ بحماها
شفَّها الغيظُ والأسى وتراها****كظمتْ غيظَها، وأخفتْ أساها
كلّما أوشكتْ تسيلُ دموعي****ملك اليأسُ غربَها فثناها
لا تلمني، فكم رأيتُ دموعا****ً كاذباتٍ ضحكتُ ممّن بكاها
قد سقى الأرضَ بائعوها بكاءً****لعنتْهم سهولُها ورُباها
وطني مُبْتلىً بعصبة ****«دَلاّلينَ»، لا يتّقون فيـه اللّهَ
في ثيابٍ تُريكَ عِزّاً ولكنْ****حَشْوُها الذلُّ والرياءُ سَداها
ووجوهٍ صفيقةٍ ليس تَندى****بجلودٍ مدبوغةٍ تغشاها
وصدورٍ كأنهنَّ قبورٌ****مظلماتٌ قلوبُهم موتاها
حُسِبوا في الرجال، هل كانتِ*** الأَنْــعامُ إلا لمثلهم أشـباها..؟
****
يا رجالَ البلادِ يا قادةَ الأُمْـةِ***، ماذا دهاكُمُ ودهاها.؟
هل لديكم سياسةٌ غيرُ هذا الْــقَوْلِ***، يُحيي من النفوس قُواها ؟
صكّتِ الألسنُ المسامعَ حتى***لقيتْ من ضجيجكم ما كفاها
عرف الناسُ والمنابرُ والأقْـ***ـلامُ أفضالَـكم فهاتوا سواها
كلُّكم بارعٌ بليغٌ - بحمد الْـ***ــلهِ، طَبٌّ بحالنا ودَواها
غيرَ أن المريض يرقبُ منكم***هذه الجرعةَ التي لا يراها
كان أولى بكم لَوَ انّ مع*** القَوْلِ فَعالاً محمودةً عُقباها
مَثَلُ القولِ لا يؤيّده الفِعْــلُ***، أزاهيرُ لا يفوحُ شذاها
وَهْو كالدوحة العقيمِ: ظلالٌ***واخضرارٌ ولا يُرجّى جَناها
****
رحم اللهُ مُخلِصاً لبلادٍ***ساوموه الدنيا بها فأباها
لو أتَوْهُ بالتِّبْر وزنَ ثراها***لأباهُ وقال أفدي ثراها
انفروا أيها النيامُ فهذا:***يومَ لا ينفعُ العيونَ كراها
كُشِفتْ منكمُ المقاتلُ وامتَد***ْ دَتْ إليها المثقّفاتُ قناها
نَبّئوني عنِ القويّ متى كانَ ***رحيماً، هيهات من عَزَّ تاها
لا يلينُ القويُّ حتى يُلاقي***مثلَهُ عزَّةً وبطشاً وجاها
لا سمتْ أمّةٌ دهتْها خطوبٌ***أرهقتْها ولا يثورُ فتاها
[/size]
هذا شعر ابراهيم طوقان الذي عاش بين 1905-1941 و كان هذا الشعر منه في تلك الفتره مذاء كان سيقول لو عاش الى يومنا هذا و رأى مجازر غزه يا ترى ماذا كان سيقول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟